الباحث القرآني

﴿واتَّقُوا اللَّهَ﴾ في مُباشَرَتِكم لِما يَسُؤُونِي، ﴿وَلا تُخْزُونِ﴾ أيْ: لا تُذِلُّونِي، ولا تُهِينُونِي بِالتَّعَرُّضِ لِمَن أجَرْتُهُمْ، بِمِثْلِ تِلْكَ الفَعْلَةِ الخَبِيثَةِ. وحَيْثُ كانَ التَّعَرُّضُ لَهم بَعْدَ أنْ نَهاهم عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَنْ ذَلِكَ، بِقَوْلِهِ: "فَلا تَفْضَحُونِ" أكْثَرَ تَأْثِيرًا في جانِبِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وأجْلَبَ لِلْعارِ إلَيْهِ، إذِ التَّعَرُّضُ لِلْجارِ قَبْلَ شُعُورِ المُجِيرِ بِذَلِكَ، رُبَّما يُتَسامَحُ فِيهِ. وأمّا بَعْدَ الشُّعُورِ بِهِ، والمُناصَبَةِ لِحِمايَتِهِ، والذَّبِّ عَنْهُ، فَذاكَ أعْظَمُ العارِ، عَبَّرَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَمّا يَعْتَرِيهِ مِن جِهَتِهِمْ بَعْدَ النَّهْيِ المَذْكُورِ بِسَبَبِ لَجاجِهِمْ، ومُجاهَرَتِهِمْ بِمُخالَفَتِهِ بِالخِزْيِ، وأمَرَهم بِتَقْوى اللَّهِ تَعالى في ذَلِكَ، وإنَّما لَمْ يُصَرِّحْ بِالنَّهْيِ عَنْ نَفْسِ تِلْكَ الفاحِشَةِ؛ لِأنَّهُ كانَ يَعْرِفُ أنَّهُ لا يُفِيدُهم ذَلِكَ. وقِيلَ: المُرادُ تَقْوى اللَّهِ تَعالى في رُكُوبِ الفاحِشَةِ، ولا يُساعِدُهُ تَوْسِيطُهُ بَيْنَ النَّهْيَيْنِ عَنْ أمْرَيْنِ مُتَعَلِّقَيْنِ بِنَفْسِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب