الباحث القرآني

﴿وَإنّا لَنَحْنُ نُحْيِي﴾ بِإيجادِ الحَياةِ في بَعْضِ الأجْسامِ القابِلَةِ لَها. (p-73)﴿وَنُمِيتُ﴾ بِإزالَتِها عَنْها، وقَدْ يُعَمَّمُ الإحْياءُ والإماتَةُ لِما يَشْمَلُ الحَيَوانَ والنَّباتَ. وتَقْدِيمُ الضَّمِيرِ لِلْحَصْرِ، وهو إمّا تَأْكِيدٌ لِلْأوَّلِ، أوْ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ الفِعْلُ، والجُمْلَةُ خَبَرٌ لِ "إنّا"، ولا يَجُوزُ كَوْنُهُ ضَمِيرَ الفَصْلِ، لا لِأنَّ اللّامَ مانِعَةٌ مِن ذَلِكَ كَما قِيلَ، فَإنَّ النَّجاةَ جَوَّزُوا دُخُولَ لامَ التَّأْكِيدِ عَلى ضَمِيرِ الفَصْلِ، كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنَّ هَذا لَهو القَصَصُ الحَقُّ﴾، بَلْ لِأنَّهُ لَمْ يَقَعْ بَيْنَ اسْمَيْنِ. ﴿وَنَحْنُ الوارِثُونَ﴾ أيِ: الباقُونَ بَعْدَ فَناءِ الخَلْقِ قاطِبَةً المالِكُونَ لِلْمُلْكِ عِنْدَ انْقِضاءِ زَمانِ المُلْكِ المَجازِي، الحاكِمُونَ في الكُلِّ أوَّلًا وآخِرًا، ولَيْسَ لَهم إلّا التَّصَرُّفُ الصُّورِيُّ، والمُلْكُ المَجازِيُّ. وفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلى أنَّ المُتَأخِّرَ لَيْسَ بِوارِثٍ لِلْمُتَقَدِّمِ، كَما يَتَراءى مِن ظاهِرِ الحالِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب