الباحث القرآني
﴿قالَ﴾ اسْتِئْنافٌ وجَوابٌ عَمّا يُقالُ: فَماذا قالَ يُوسُفُ حِينَئِذٍ؟ فَقِيلَ قالَ: ﴿هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾ أيْ: طالَبَتْنِي لِلْمُواتاةِ لا أنِّي أرَدْتُ بِها سُوءًا، كَما قالَتْ، وإنَّما قالَهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - لِتَنْزِيهِ نَفْسِهِ عَمّا أُسْنِدَ إلَيْهِ مِنَ الخِيانَةِ، وعَدَمِ مَعْرِفَةِ حَقِّ السَّيِّدِ، ودَفْعِ ما عَرَضَتْهُ لَهُ مِنَ الأمْرَيْنِ الأمْرَيْنِ، وفي التَّعْبِيرِ عَنْها بِضَمِيرِ الغَيْبَةِ دُونَ الخِطابِ أوِ اسْمِ الإشارَةِ مُراعاةٌ لِحُسْنِ الأدَبِ مَعَ الإيماءِ إلى الإعْراضِ عَنْها.
﴿وَشَهِدَ شاهِدٌ مِن أهْلِها﴾ قِيلَ: هو ابْنُ عَمِّها، وقِيلَ: هو الَّذِي كانَ جالِسًا مَعَ زَوْجِها لَدى البابِ، وقِيلَ: كانَ حَكِيمًا يَرْجِعُ إلَيْهِ المَلِكُ ويَسْتَشِيرُهُ، وقَدْ جُوِّزَ أنْ يَكُونَ بَعْضُ أهْلِها قَدْ بَصُرَ بِها مِن حَيْثُ لا تَشْعُرُ، فَأغْضَبَهُ اللَّهُ تَعالى لِيُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِالشَّهادَةِ لَهُ والقِيامِ بِالحَقِّ، وإنَّما ألْقى اللَّهُ سُبْحانَهُ الشَّهادَةَ إلى مَن هو مِن أهْلِها؛ لِيَكُونَ أدَلَّ عَلى نَزاهَتِهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وأنْفي لِلتُّهْمَةِ.
وَقِيلَ: كانَ الشّاهِدُ ابْنَ خالٍ لَها صَبِيًّا في المَهْدِ أنْطَقَهُ اللَّهُ تَعالى بِبَراءَتِهِ وهو الأظْهَرُ، فَإنَّهُ رُوِيَ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ﴿تَكَلَّمَ أرْبَعَةٌ وهم صِغارٌ: ابْنُ ماشِطَةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ، وشاهِدُ يُوسُفَ، وصاحِبُ جُرَيْجٍ، وعِيسى عَلَيْهِ السَّلامُ﴾ رَواهُ الحاكِمُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وقالَ: صَحِيحٌ عَلى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وذِكْرُ كَوْنِهِ مِن أهْلِها لِبَيانِ الواقِعِ إذْ لا يَخْتَلِفُ الحالُ في هَذِهِ الصُّورَةِ بَيْنَ كَوْنِ الشّاهِدِ مِن أهْلِها أوْ مِن غَيْرِهِمْ.
﴿إنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ﴾ أيْ: إنْ عُلِمَ أنَّهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ مِن قَبْلُ، ونَظِيرُهُ: إنْ أحْسَنْتَ إلَيَّ فَقَدْ أحْسَنْتُ إلَيْكَ فِيما قَبْلُ، فَإنَّ مَعْناهُ: إنْ تَعْتَدَّ بِإحْسانِكَ إلَيَّ فاعْتَدَّ بِإحْسانِي السّابِقِ إلَيْكَ ﴿فَصَدَقَتْ﴾ بِتَقْدِيرِ قَدْ؛ لِأنَّها تُقَرِّبُ الماضِيَ إلى الحالِ، أيْ: فَقَدْ صَدَقَتْ، وكَذا الحالُ في قَوْلِهِ: ﴿فَكَذَبَتْ﴾ وهي - وإنْ لَمْ تُصَرِّحْ بِأنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ أرادَ بِها سُوءًا - إلّا أنَّ كَلامَها حَيْثُ كانَ واضِحَ الدَّلالَةِ عَلَيْهِ أُسْنِدَ إلَيْها الصِّدْقُ والكَذِبُ بِذَلِكَ الِاعْتِبارِ، فَإنَّهم كَما يَعْرِضانِ لِلْكَلامِ بِاعْتِبارِ مَنطُوقِهِ يَعْرِضانِ لَهُ بِاعْتِبارِ ما يَسْتَلْزِمُهُ، وبِذَلِكَ الِاعْتِبارِ يَعْتَرِضانِ لِلْإنْشاءاتِ.
﴿وَهُوَ مِنَ الكاذِبِينَ﴾ وهَذِهِ الشَّرْطِيَّةُ - حَيْثُ لا مُلازَمَةَ (p-269)عَقْلِيَّةً ولا عادِيَّةً بَيْنَ مُقَدِّمِها وتالِيها - لَيْسَتْ مِنَ الشَّهادَةِ في شَيْءٍ، وإنَّما ذُكِرَتْ تَوْسِيعًا لِلدّائِرَةِ وإرْخاءً لِلْعِنانِ إلى جانِبِ المَرْأةِ بِإجْراءِ ما عَسى يَحْتَمِلُهُ الحالُ في الجُمْلَةِ بِأنْ يَقَعَ القَدُّ مِن قُبُلٍ بِمُدافَعَتِها لَهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - عَنْ نَفْسِها عِنْدَ إرادَتِهِ المُخالَطَةَ والتَّكَشُّفَ مَجْرى الظّاهِرِ الغالِبِ الوُقُوعِ؛ تَقْرِيبًا لِما هو المَقْصُودُ بِإقامَةِ الشَّهادَةِ، أعْنِي: مَضْمُونَ الشَّرْطِيَّةِ الثّانِيَةِ الَّتِي هي قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ:
{"ayah":"قَالَ هِیَ رَ ٰوَدَتۡنِی عَن نَّفۡسِیۚ وَشَهِدَ شَاهِدࣱ مِّنۡ أَهۡلِهَاۤ إِن كَانَ قَمِیصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلࣲ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَـٰذِبِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











