﴿لَمْ يَلِدْ﴾ تَنْصِيصًا عَلى إبْطالِ زَعْمِ المُفْتَرِينَ في حَقِّ المَلائِكَةِ والمَسِيحِ، ولِذَلِكَ ورَدَ النَّفْيُ عَلى صِيغَةِ الماضِي أيْ: لَمْ يَصْدُرْ عَنْهُ ولَدٌ؛ لِأنَّهُ لا يُجانِسُهُ شَيْءٌ لِيُمْكِنَ أنْ يَكُونَ لَهُ مِن جِنْسِهِ صاحِبَةً فَيَتَوالَدا كَما نَطَقَ بِهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ﴾ ولا يَفْتَقِرُ إلى ما يُعِينُهُ أوْ يَخْلُفُهُ لِاسْتِحالَةِ الحاجَةِ والفَناءِ عَلَيْهِ سُبْحانَهُ ﴿وَلَمْ يُولَدْ﴾ أيْ: لَمْ يَصْدُرْ عَنْ شَيْءٍ لِاسْتِحالَةِ نِسْبَةِ العَدَمِ إلَيْهِ سابِقًا ولاحِقًا، والتَّصْرِيحُ بِهِ مَعَ كَوْنِهِمْ مُعْتَرِفِينَ بِمَضْمُونِهِ لِتَقْرِيرِ ما قَبْلَهُ وتَحْقِيقِهِ بِالإشارَةِ إلى أنَّهُما مُتَلازِمانِ؛ إذِ المَعْهُودُ أنَّ ما يَلِدُ يُولَدُ، وما لا فَلا، ومِن قَضِيَّةِ الاعْتِرافِ بِأنَّهُ لَمْ يُولَدُ الأعْتِرافُ بِأنَّهُ لا يَلِدُ فَهو قَرِيبٌ مِن عَطْفٍ لا يَسْتَقْدِمُونَ عَلى ما يَسْتَأْخِرُونَ كَما مَرَّ تَحْقِيقُهُ.
{"ayah":"لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ"}