الباحث القرآني

﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾: صِفَتانِ لِلَّهِ؛ فَإنْ أُرِيدَ بِما فِيهِما مِنَ الرَّحْمَةِ ما يَخْتَصُّ بِالعُقَلاءِ مِنَ العالَمِينَ؛ أوْ ما يَفِيضُ عَلى الكُلِّ بَعْدَ الخُرُوجِ إلى طَوْرِ الوُجُودِ مِنَ النِّعَمِ؛ فَوَجْهُ تَأْخِيرِهِما عَنْ وصْفِ الربوبية ظاهِرٌ؛ وإنْ أُرِيدَ ما يَعُمُّ الكُلَّ في الأطْوارِ كُلِّها؛ حَسْبَما في قَوْلِهِ (تَعالى): ﴿وَرَحْمَتِي وسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾؛ فَوَجْهُ التَّرْتِيبِ أنَّ التَّرْبِيَةَ لا تَقْتَضِي المُقارَنَةَ لِلرَّحْمَةِ؛ فَإيرادُهُما في عَقِبِها لِلْإيذانِ بِأنَّهُ (تَعالى) مُتَفَضِّلٌ فِيها؛ فاعِلٌ بِقَضِيَّةِ رَحْمَتِهِ السّابِقَةِ؛ مِن غَيْرِ وُجُوبٍ عَلَيْهِ؛ وبِأنَّها واقِعَةٌ عَلى أحْسَنِ ما يَكُونُ؛ والِاقْتِصارُ عَلى نَعْتِهِ (تَعالى) بِهِما في التَّسْمِيَةِ لِما أنَّهُ الأنْسَبُ بِحالِ المُتَبَرِّكِ المُسْتَعِينِ بِاسْمِهِ الجَلِيلِ؛ والأوْفَقُ لِمَقاصِدِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب